Rasulullah SAW bersabda: "Barangsiapa yang Allah SWT menghendaki kebaikan (Surga) baginya, niscaya ia dibuat pandai dalam ilmu agama." (HR. Al-Bukhari dari Muawiyah)

google search

Selasa, Oktober 28, 2008

نزع الولاية".. آلية سعودية لمواجهة زنا المحارم



جدة- أحمد العمودي**



د. سهيلة زين العابدين

استمع إلى: د. سهيلة حول آلية نزع الولاية

أثارت جمعية حقوق الإنسان السعودية قضية "زنا المحارم" في المجتمع السعودي، بعد كشفها عن بعض الحالات في أثناء تحركها للتدخل في قضية أب اعتدى جنسيا على ابنته البالغة من العمر 12 ربيعا في المدينة المنورة؛ حيث ضبطته الأجهزة الأمنية متلبسًا بجريمته، في حين طالب بعض أعضاء الجمعية بتطبيق حد الرجم على الأب، ووصفوه "بأنه لا يستحق الشفقة". وكشفت التحقيقات التي أجرتها معه هيئة التحقيق والادعاء العام أنه كان يعتدي على ابنته منذ زمن بعيد.

في الوقت نفسه كشفت رئيسة الدراسات ومركز المعلومات بجمعية حقوق الإنسان في مدينة جدة الدكتورة "سهيلة زين العابدين" لـ"إسلام أون لاين.نت" بأن عدد حالات القضايا المتعلقة بزنا المحارم في تزايد، وأشارت إلى أن جمعيتها تباشر رسميا نحو 20 حالة زنا محارم.

ومن جهتها، أشارت "الجوهرة بنت محمد العنقري"، عضوة المجلس التنفيذي ورئيسة لجنة الأسرة، المشرفة على القسم النسائي بفرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمنطقة مكة المكرمة إلى أن هناك الكثير من حالات زنا المحارم غير معلنة في منطقة عمل جمعيتها، ولم يتم الإبلاغ عنها. وقالت لصحيفة "الوطن" السعودية: "إن نسبة ما استقبلته جمعيتها من قضايا زنا المحارم والتحرش بهن بلغت 20% من أصل 300 قضية أسرية أتت من كافة مدن منطقة مكة المكرمة، بجانب قضايا أخرى تتضمن الطلاق التعسفي، وتعليق المرأة، وخطف الأبناء، وقضايا النفقة والضرب والتعذيب الجسدي".

كل المعطيات السابقة دفعتنا لفتح ملف "زنا المحارم" في المملكة العربية السعودية، وعرض أهم العوامل المؤدية إليه، والمشكلات القانونية التي لا تساهم في ردع مقترفي هذه الجريمة، وآليات العلاج كما يراها المختصون.

حالات واقعية

وتقول الدكتورة سهيلة زين العابدين: إن "ما يظهر على السطح هو شيء قليل من الموجود فعلا"، وردَّت ذلك إلى عدم إفصاح الضحية عما تتعرض له، وتساءلت بقولها: "مَنْ مِنَ الفتيات لديها الجرأة التي تدفعها للقول بأن أباها اغتصبها، ولذلك هناك الكثير من الجرائم، لكن يتم التستر عليها".

وحول أشهر حالات زنا المحارم التي صادفتها قالت د.سهيلة: "جاءتني حالة أب اغتصب اثنتين من بناته الثلاث بعد إخراج الأم من المنزل؛ حيث استفرد بالبنتين واغتصبهن، وهدد العم عندما جاء لإنقاذهن بالقتل، وبعد القبض عليه هدد الأسرة باغتصاب البنت الثالثة؛ وهو ما جعل أخاهم يفكر في قتله لإنقاذ الأسرة منه". وأضافت بأن العديد من الاتصالات تأتيها لطلب المشورة من فتيات يتم الاعتداء عليهن من قبل محارمهن. وقالت: إن هناك جهات أخرى غير جمعيتها تتولى رعاية بعض الحالات المشابهة.

ويقول الدكتور صالح بن يحيى الزهراني، المحاضر بقسم التربية وعلم النفس بكلية المجتمع بجدة: إنه يستمع إلى شكاوى عديدة في وقوع الأب على بناته، والأخ على أخواته. وذكر أنه تلقى اتصالا من مشرفة في أحد السجون تحدثت عن مشكلة قالت فيها: إن لديها عددا من الفتيات ممن "حملن" بسبب الزنا من آبائهن، وبعضهن فضت بكارتهن، وقال: إن جريمة زنا المحارم موجودة في المجتمع السعودي، لكنها لم تصل إلى حد "الظاهرة" التي يجب أن يتوافر فيها الشيوع والانتشار.

دراسة جديدة

وللوقوف على واقع جريمة "زنا المحارم" في المجتمع السعودى بشكل علمي ومنهجي في ظل غياب المعلومات والبيانات الكافية والدقيقة عنها، أعلن رئيس هيئة حقوق الإنسان السعودية -وهي هيئة حكومية- الدكتور تركي بن خالد السديري أن الهيئة تعكف على دراسة مطولة حول "زنا المحارم" ومدى انتشاره في السعودية، تقوم بإعدادها مؤسسة "الملك خالد الخيرية"، بالتعاون مع الدكتور أسامة الدامغ لصالح الهيئة. وأشار إلى أن الدراسة ستحتوي على كافة الأهداف والوسائل المقترحة لمواجهة هذه الجريمة.

ودعا السديري مجلس الشورى للنظر إلى نتائج هذه الدراسة، على خلفية أنها تتعامل مع جريمة اجتماعية قد تتحول إلى ظاهرة في المستقبل، ولذا يتعين علينا السرعة في مواجهتها، والنظر في حلول سريعة لها.

عوامل مختلفة



ويشير الدكتور أيمن إسماعيل، أستاذ الخدمة الاجتماعية بقسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية إلى أن من أهم العوامل التي تؤدي لجريمة زنا المحارم الانتشار واسع النطاق لأساليب "الحفز الجنسي"، كما الحال في الإنترنت والفضائيات، والتي قد تدفع البعض إلى محاولة التقليد أو إفراغ الطاقة أو الانتقام أو مجاراة الآخرين من خلال ممارسة الجنس مع الطرف الأسهل في الوصول إليه، وهم المحارم، والذين قد يشتركون معه في الخصائص نفسها، فهم أيضا معرضون إلى العوامل التي سبق الإشارة إليها".

وأوضح بأنه قد يدخل في تفسير وقوع جريمة زنا المحارم جزئية هامة تتعلق بنوع المرحلة العمرية التي يمر بها من يقوم بارتكابها؛ حيث إن مرحلة كمرحلة المراهقة من المعتقد أنها ذات تأثير كبير في دوافع القيام بهذا الفعل، خاصة في حالة عدم التوجيه والضبط التي قد تواكب هذه المرحلة تجاه من يمر بها، سواء كان ذلك للذكور أو الإناث.

وقال: من العوامل التي قد تؤدي إلى جريمة زنا المحارم تأخر سن الزواج؛ نتيجة لظروف اجتماعية أو اقتصادية أو غيرها؛ وهو ما قد يدفع البعض إلى التنفيس عن بعض نوازعهم فيتجهون إلى أقرب طرف يمكن أن يحقق ذلك فيكون المحارم في المقدمة، خاصة في حالة ممارسة بعض الضغط عليهم بأي صورة كانت.

وعدد الدكتور إسماعيل بعض الأسباب التي وصفها بـ"الخاصة" وهي: "ضيق السكن، ورؤية الأبناء لآبائهم في أوضاع قد لا يفهمونها فيدفعهم هذا للتقليد"، إلى جانب "الفقر وانعدام الموارد المسهلة للزواج". كما يمكن أن تتم هذه الجريمة كشكل من أشكال الانتقام في الكثير من المواضع، أو لتصفية حسابات بين بعض الأقرباء.

وأشار إلى أن "قضية الزنا بالمحارم يدخل في نطاقها أيضا عملية التحرش"، وهي مرحلة تسبق الزنا وتهيئ له، وفى هذا الصدد تدخل قضية أخرى تساعد على هذا التحرش، منها قضية الحجاب ونوع الملابس التي تلبسها المرأة، ومدى إثارته للنوازع لدى الطرف الآخر؛ حيث إنه من المعتقد -ونتيجة لعدم وجود الفوارق المحددة بين المحارم في لقاءاتهم- أنه قد يمكن إغفال قضية الحجاب، وطبيعة اللباس والالتزام به على اعتبار صلة "القرابة" التي قد يرى البعض أنها كفيلة بإزالة هذه الالتزامات.

نزع الولاية

ومن جانبها، دعت الدكتورة سهيلة زين العابدين إلى وضع عقاب رادع لمقترف هذه الجريمة داخل المجتمع السعودي الذي أعطى سلطة للرجل ولولي الأمر فوق ما يستحق، حتى أصبح يعتبر هذه المرأة أو الأنثى كأنها ملك له في كل شيء (مالها وجسدها وحياتها)"، مشيرةً إلى أنه "لا يوجد أي عقاب رادع لمن يرتكب أي جريمة في أخته أو ابنته أو قريباته.. حتى أصبح ولي الأمر "مقدسا" له الحق في أن يفعل ما يشاء، وحتى القضاء لا يحاسبه ولا يعاقبه.

وأشارت إلى أن "سكوت المجتمع على هذا الوضع يزيد من تفاقم المشكلة، كما أن عدم صدور أحكام قضائية صارمة كتنفيذ "حد الرجم" حتى الموت أمام الناس على الساحة قد يكثر منها. وأكدت على أن "إيقاع عقوبة واحدة من هذا النوع بمقترف هذه الجريمة، مع التشهير به سيحد كثيرًا من هذه التصرفات غير المسئولة من قبل بعض أولياء الأمور الذين ينتهكون حرمات محارمهم".

وأوضحت د.سهيلة زين العابدين أن الآلية التي تتعامل بها جمعيتها مع حالات زنا المحارم، في حال ثبوت الفعل من قبل ولي أمر الضحية، "نزع ولايته" على الضحية التي يتولى أمرها؛ بحيث لا يصبح له الحق في حضانتها، والتصرف في أمورها؛ لأنه أصبح خطرا عليها. وأبدت أسفها بسبب كون عقوبة زنا المحارم الحالية لا تتخطى عقوبة السجن لفترة محدودة، ويخرج الجاني بعدها وقد يعود لما كان عليه قبل دخوله.

وشددت على أن جمعيتها تسعى لإصدار أحكام قضائية بتطبيق حد الزنا على من يرتكب جريمة الزنا بمحارمه، كما يطبق على من يرتكب جريمة الزنا بامرأة أجنبية"، مشيرةً إلى أنه "من باب أولى أن يعاقب من يرتكب الزنا مع محارمه".

خطوات وقائية

وحول آليات الوقاية من جريمة زنا المحارم يقول الدكتور الزهراني: لا شك أن من أهم طرق العلاج التربية الأسرية الإيمانية طوال مرحلة الطفولة والمراهقة؛ وذلك بإشغال وقت الأبناء بما يبعدهم عن تحريك الغرائز والشهوات، وبما يبعدهم عن القنوات الإباحية، وبما يقربهم من الله؛ بإشراكهم في كل الوسائل التي تدعم التربية الإيمانية كحلقات تحفيظ القرآن، والرحلات، والمناشط الرياضة، والقراءة. وشدد على أهمية "وضع ضوابط أسرية في التعامل بين المحارم؛ حيث لا يعقل أن تكون الأخت أمام أخيها مظهرة لمفاتنها ومثيرة لغرائزه".

ونبه إلى أن العلاج الناجع يتمثل في "إدخال القنوات الإسلامية التي انتشرت اليوم مثلا للتخفيف من حدة القنوات التي تحرك الحَجَر"، وليس البشر؛ فذلك الشاب الذي يسهر مع أخته بحكم قربها منه، ويرون ما يدور في تلك الأفلام، إذا تحركت غريزة الجنس لديهما أو عند الرجل بالذات أصبح عبدًا لها، وأشار إلى المصطلح الذي أطلقه الشيخ محمد الغزالي الذي يقول: "حيوان الجنس الرابض تحت الجلد"، ووضح أن هذا الحيوان إذا أثير داخل المرء ينسيه إنسانيته، ويجعله يرتكب جرائم الجنس في أقرب الناس له، ولا سيما إذا كان من ضعاف الإيمان.
__________________

وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ
رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ

Tidak ada komentar:

Posting Komentar

MUDAH-MUDAHAN SEMUANYA BERMANFAAT...